لا يقتصر نجاح الأعمال وازدهارها على تصميم علامة تجارية فريدة ومتميزة بما تشتمل عليه من عناصر الشعار والألوان والصوت والخطوط وغيرها، وإنما يتعدى الأمر ذلك ليصل إلى ما يُطلق عليه (هوية العلامة التجارية)، والتي كما هو الحال بالنسبة لهوية الأشخاص والأفراد تعبّر عن سمات هذه العلامة التجارية وتشكل ما يمكن وصفه بشخصية خاصة بها، ومن خلالها يمكن تحديد المبادئ التوجيهية وأسس الاتساق التي يمكن من خلالها الحفاظ على تقدم الخدمات أو المنتجات الخاصة بالشركة بما تتمتع به من استراتيجيات تسويقية وخصائص الدعم والتشغيل، أي أن هذه الهوية تمنح الشركة الفرصة لإظهار مستوى ثقافتها التي تعكسها أيضاً فيما تقدمه من أعمال.
ولتوضيح العلاقة التي تجمع ما بين العلامة التجارية والهوية التجارية أكثر يمكن القول بأن العلامة التجارية تحمل على عاتقها مهمة التعريف والتوضيح حول ما يتم تقديمة من منتجات وخدمات، وتتمثل مهمة الهوية التجارية بخلق صورة موحدة ومتسقة لهذه العلامة التجارية، فتكون هذه الهوية بالتالي بمثابة الخطة الكبيرة التي تحتوي الخطة الأصغر وهي العلامة التجارية، وتجدر الإشارة هنا لأهمية تصميم هوية تجارية فعالة؛ وذلك من منطلق الأهمية الكبيرة للسمعة الإيجابية للأعمال المقدمة، فهذه السمعة تعد من محددات تقدم الأعمال وتحقيق النتائج المرجوة، ومن الضروري جداً الحفاظ عليها في سبيل الاستمرار في التقدم والازدهار.
يمكن الاستفادة والفهم أكثر من خلال استخدام مثال واضح على أهمية السمعة التي تخلقها الهوية للعلامة التجارية من خلال الاطلاع على تجارب العديد من المشاهير مع العلامات التجارية الخاصة بهم، فتجد بداية رائعة عند انطلاق هذه العلامات التجارية ولكن ما تلبث هذه العلامات تفشل وتتراجع، ويعود ذلك بشكل أساسي لإهمال العمل على تصميم هوية تجارية تحدد المعايير والاتساق الذي يساعد هذه العلامات التجارية على الاستمرارية والتقدم، والتي من أهمها الحفاظ على جودة المنتجات أو الخدمات التي يتم الترويج لها، ففي حال انخفاض مستوى الجودة سيتسبب ذلك بصورة مباشرة في التأثير السلبي على السمعة، الأمر الذي بالتالي سيؤدي لتراجع الطلب على هذه الأعمال وفي نهاية المطاف فشلها.